رسالة لأعز الناس

رسالة لأعز الناس

إليك يا من منحتني الحياة دون قيد أو شرط.... إليك يا من منحتني
الأمان الذي لم أهنأ به من بعدك.... إليك يا من وهبت لي السعادة
المطلقة ولم اكن أعلم.... إليك يا من كنت الحصن الحصين
والمانع المنيع....إليك يا وهبتني حباً يكفيني أن أعيش به
آلاف السنين.... إليك يا من كنت أرى بعينيه
الدنيا بألوانها الزاهية....إليك يا من رحلت و تركتني
في دنيا البشر تركتني أكافح بمفردي وأصارع الحياة وحدي....
إليك يا من تركتني في أشد حاجتي إليك.... إليك من كنت
تريدني أن أكون خير طبيبة....إليك يا من لم يمهلك القدر
لترى بعينيك ثمار الغرسة التي غرستها بيديك
إليك أرسل تحياتي

من عالم البشر أرسل اليك تلك الرسالة و أنت في عالم الحق أطمئنك 
عليّ وأخبرك أن الغرسة التي غرستها قد نمت و اشتد عودها
ولا ينقصها سوى لمسة من يديك تعيد إليها نضارتها،
لمسة من يديك تزيدها إنتعاشا و إقبالا على الحياة ,
ينقصها عيناك كي ترقبا حركاتها ،
ينقصها عيناك كي ترى بهما الحياة,
ينقصها عيناك كي تكونا مرآتها التي ترى فيها
الحق حقاً والباطل باطلاً...إليك يا أبي أرسل تحياتي وسلاماتي
وقبلاتي وأشواقي، أخبرك يا أبي أن دموعي قد جفت ،
لم أبكي من بعدك، أخبرك بأنك كنت أول عهدي
بالبكاء و أنك آخر عهدي به، أخبرك بأنك ستظل دوما
مثلي الأعلى في التعامل مع البشر.
أبي لا أريد أن أثقل عليك بحديثي ،لا أريد أن أقلقك عليّ 
فأنا بخير حال والحمدلله ،فلتعلم أن كل ما علمتني إياه 
وما تركته لي من حسن السيرة ،هما يا أبي كل ذخيرتي
أرجوك يا أبي لا تقلق بشأني ،فأنا الآن قد صرت 
ناضجة لم أعد تلك الطفلة التي تركتها تتخبط في ظلمات
الحياة أنا الآن قادرة على مواجهة تحديات الحياة
بكل قوة وإيمان عندما سنتقابل يوماً أعدك بأنك ستكون
فخوراً بيّ كما كنت دائماً.
في نهاية رسالتي أحب أن أبعث لك سلامي الخالص.

............من ابنتك المتمردة(ندى)