يحكى أنه في سالف العصر و الزمان كان هناك قلب بريء لم يكن يعرف في
دنياه -التي كانت بالطبع محدودة- لم يكن يعرف سواي من دنيا البشر كنت كل حياته
وكان هو كل حياتي ،ظللنا لسنوات طويلة لم تنته سوى بالأمس القريب نلعب ونضحك
ونملأ الدنيا ببسماتنا و أحلامنا البريئة، كنا دائمي السخرية من القلوب التي لم تكن
تبتسم مثلنا وقليلا ما كنا نلقي لها بالا أو حتى نفكر في سبب عبوسها؛
ذلك لأننا لم نكن نرى الدنيا الا من زاويتنا فقط. مرت بنا السنون و قد نضجنا
سويا - ظاهريا فقط - فقد كان كل منا ما زال محتفظا بطفولته و براءته
بداخله(هذا ما أعتقدته في باديء الأمر) في تلك السنوات بدأت عيوننا تتفتح
على أشياء لم نكن نعيها، و لم نكن نعرف بوجودها أصبحت انا وقلبي
الآن ننظر من نافذة جديدة غير التي اعتدنا النظر منها؛ فلقد اتسع العالم امامنا
و لم يعد محدود بنا فقط . بدأت انا وذلك القلب نسمع حكايات عن شيء
يسمى ب(الحب) كانت الكلمة بالطبع غريبة الوقع على آذاني - أنافقط - ولكن قلبي
اللئيم كان يعرف ما هو الحب؟ فلقد شعرت به قلقا و مضطربا منذ ان بدأ
يسمع بقصص الحب.
أليس ما أعيشه انا و قلبي هو الحب ؟
أأن أحيا أنا و قلبي بمنتهى البراءة ليس حبا؟
هل هناك حب آخر غير الذي يعرفه قلبي وأعرفه أنا؟
هذا ما عرفته بعد ذلك من قصص العاشقين التي امتلأ بها التاريخ
عرفت أن قلبي الذي عاش معي كل تلك السنوات لابد أن ياتي يوما ويتركني
ليبحث عن شخص آخر لا أعرفه، شخص لم ألعب معه قبل ذلك،
شخص لا اعرف ملامحه ولا هو يعرف ملامحي، و لكن قلبينا قد عرفا
كل منهما الآخر دون أن يخبرانا بذلك ،و لكني الآن قد زاد خوفي
نعم... أشعر بالخوف يحاصرني من فوقي ومن تحتي عن شمال وعن يميني
هنال آلاف الأسئلة التي تدور بخاطري عن ذلك الشخص المجهول
الذي كتب له أن يمتلك قلبي.
هل قلبي فعلا من حق شخص آخر غيري ؟
هل سيجيء يوما على قلبي و يؤتمر من غيري؟
هل ستاتي تلك الساعة التي يسخر فيها الآخرون مني كما سبق و أن سخرت منهم؟
الأيام وحدها هي القادرة على ان تجيب كل تلك الأسئلة التي تأبى الا أن تلح
عليّ من حين الى آخر....
ولكن السؤال الأهم :هل ما زال قلبي لا يعرف الحب بعد ؟
أم أنه قد اعتاد خديعتي؟؟
آآآآآه منك أيها القلب العاصي !!!
