Powered By Blogger

الجمعة، 23 يوليو 2010

صورة


صورة
بعدما انتهى اليوم بكل همومه و مشكلاته التي لن تنتهي أبداً .... استلقت في فراشها
لعل .... النوم يزورها مبكراً الليلة على عكس كل الليالي السابقة....إلا أن السهد يأبى إلا أن يجهد عينيها كعادته ولا يسلمها إلى النوم.... إلا وقد أجهدهما كأشد ما يكون الإجهاد.
كعادتها كلما استلقت على سريرها تكون عيناها محملقتين في سقف الحجرة.... و قد أطفأت كل الأنوار من حولها.... إلا من ذلك الشعاع الضعيف الذي يتسلل إلى الحجرة من خلال النافذة.... فهذا الشعاع إما أن يكون ضوء القمر في الأيام المقمرة.... أو ضوء أحد المصابيح بالخارج في الليالي المظلمة التي غاب عنها القمر.
 و ما هي إلا دقائق وامتدت يدها أسفل الوسادة.... التي ألقت عليها رأسها و خرجت يدها ممسكة بكتابٍ .... بدا وكأنه لم يُمس من قبل... أو كأنه أُعد خصيصاً للاحتفاظ بشيء نفيس .... يحمل عنوان ( هذا هو الحب ) للكاتب يوسف السباعي بالطبع .... و فتحت الكتاب على صفحة بعينها تكاد تعرفها دون النظر إلى الكتاب .... صفحة وضعت فيها صورة لذلك الشخص الذي طالما أسهد عينيها.... و جعل النوم يخاصم جفنيها.... أمسكت بتلك الصورة موجهة إياها إلى شعاع الضوء .... الذي تسلل إلى سريرها .... فأصبحت الصورة هي الشيء الوحيد المضيء بالحجرة ....و من فرط شوقها أحست و كأنها - الصورة - هي مصدرالضوء الرئيسي بالحجرة .... واختفت الأشياء من حولها ولم يعد في مجال رؤيتها سوى تلك الصورة التي امسكتها بإحكام بكلتا يديها .... و كانها تخشى عليها من كل ما حولها .... و لم لا تخشى عليها وهي الشيء الوحيد الذي تملكه من ذلك الشخص الكائن بعيداً عنها .... شخص لا يعرف أنه سبب سعادتها ولو للحظات قلائل منذ رأته أول مرة...
و لم تحاول أن تُعلمه بحبها ؛ ذلك لأنها قنعت برؤيته فقط  .... حتى ولو من خلال صورة .... خيرلها من فراق أبدي بعدما يعلم بما تكنه له من مشاعر .... فأشد ما يزعجها هو أن يكون مكرهاً على شيء حتى لو كانت هي ذلك الشيء.
مرت الساعات و هي على تلك الحالة .... و الأفكار تتصارع بداخل رأسها وتزايدت همومها وتشتتت أفكارها.... و لم يتشتت بصرُها الذي لايزال محملقاً في الصورة التي في يديها .... وتظل هكذا حتى يزورها النوم الذي استعصى عليها في أول الليل .... ليمنح ذلك الجسد الضعيف قسطاً من الراحة .... وتظل يداها ممسكةً بالصورة كما لو أنها مستيقظة تماماً.... حتى يوقظها ضوء الشمس المتسلل من النافذة المواجهة لسريرها في الصباح .... فتنهض بسرعة لتعيد الصورة إلى مخبأها .... و تعود هي لتدور في رحى يومها.

ليست هناك تعليقات: